جاستن ترودو.. من الصعود إلى الهبوط 

جاستن ترودو.. من الصعود إلى الهبوط 

جاستن ترودو، الذي لمع نجمه في المشهد السياسي الكندي منذ عام 2000، بدأ رحلته بالخطاب المؤثر الذي ألقاه في تأبين والده، رئيس الوزراء السابق بيير ترودو.
هذا الظهور أعاد تسليط الأضواء عليه، ليتم انتخابه لاحقاً في البرلمان الكندي عام 2008.

في عام 2015، قاد الحزب الليبرالي إلى نصر تاريخي، حيث شكل حكومة متوازنة بين الجنسين، واتخذ سياسات تقدمية جعلته رمزاً للأمل في كندا. لكن مع بداية عام 2016، واجه ترودو أولى الأزمات عندما تورط في فضائح أخلاقية، أبرزها ظهور صور قديمة له بوجه أسود، وانتهاكه قواعد تضارب المصالح.

هذه الأحداث أضعفت شعبيته، ورغم إعادة انتخابه عام 2019، فقد الحزب الليبرالي الأغلبية البرلمانية، مما شكّل بداية التحديات الكبرى في مسيرته. خلال جائحة كورونا في عام 2020، اتخذ إجراءات صارمة للحد من انتشار الفيروس، ما أثار انتقادات واسعة، لكنه حافظ على تأييد شعبي معقول. دعا في عام 2021 إلى انتخابات مبكرة على أمل تعزيز موقع حزبه، لكنه فشل في تحقيق الأغلبية مرة أخرى، مما وضعه تحت مزيد من الضغط السياسي.

في السنوات الأخيرة، بين 2022 و2024، واجه ترودو احتجاجات شعبية بسبب ارتفاع التضخم وتدهور الأوضاع الاقتصادية. كما فقد دعم الحزب الديمقراطي الجديد، واضطر إلى تعديل سياساته بشأن الهجرة في خطوة وُصفت بأنها محاولة لتخفيف الأعباء التي أثارت غضب المواطنين.
تحت وطأة الضغوط المتزايدة من حزبه ومن الشارع الكندي، أعلن جاستن ترودو في عام 2025 تنحيه عن منصب رئيس الوزراء، لينهي بذلك مسيرة سياسية امتدت لربع قرن.